مكتب رقم 12 برج بنك التنمية - حي الغدير، الرياض

التهرب الضريبي وأثره على ضريبة القيمة المضافة، وإختلافه عن التجنب الضريبي

التهرب الضريبي هو أن يتخلص المكلف من الإلتزام بدفع الضريبة المستحقة عليه لصالح الدولة بوسائل غير مشروعة. ويعتبر التهرب الضريبي من أبرز العقبات التي تواجه النظام الضريبي في اي دولة ويجعل نظامها الضريبي عاجزاً عن قيامه بواجباته بسبب استغلال المُكلَّفين الثغرات التشريعية في القوانين الضريبية وارتكاب المُكلَّفين المخالفات المتعمدة لهذه الضريبة لتفادي سداد قيمة الضريبة.

ولعل عدم وجود المعطيات الحقيقية وعدم الدقة والوضوح فيها ساهم بشكل كبير في عدم القدرة على تحديد آثار هذه الظاهرة واظهار حجمها الحقيقي، إذ يعد التهرب الضريبي الناتج عن الأخطاء في ضريبة القيمة المضافة من أبرز الجوانب السلبية لهذه الضريبة، لاسيما حالة غياب الوعي الضريبي الكافي لدى المُكلَّفين وضعف الإدارة الضريبية والجهاز الرقابي عليها وضبابية النصوص الضريبية ساهم في تبلور هذه الظاهرة، فضلاً عن أن هذه الآثار نتجت من عدة أسباب أبرزها عدم الفهم والإستيعاب الكافي لنظام الضريبة مما يصعب على المكلفين تسجيل كافة انشطتهم من مشتريات ومبيعات بشكل سليم خلق الجو المناسب لقيام ظاهرة التهرب الضريبي.

وبسبب الضغط الضريبي العالي في بعض الدول التي تشكل الإيرادات الضريبية بها النسبة الأكبر من ميزانية الدولة من شأنه تحفيز المكلفين للتخلف عن استيفاء التزاماتهم الضريبية اتجاه الدولة، إذ يقوم المكلف باستخدام بعض اساليب الاحتيال على النظام، فضلاً عن اختلاف التطور العلمي والمعرفي والاقتصادي للدول يلقي بظلاله على هذه الظاهرة.

دوافع التهرب الضريبي:

  • الأسباب الأخلاقية وضعف الوعي الضريبي.
  • تصور المكلف أنه يدفع للدولة أكثر مما يأخذ منها.
  • اعتقاد المكلف أن الدولة تسيء استخدام الأموال العامة.
  • شعور الشخص بثقل العبء الضريبي عند ارتفاع معدلات الضريبة أو تعددها.

الفرق بين التهرب الضريبي والتجنب الضريبي :

التهرب الضريبي: هو استخدام المكلف لأساليب غير قانونية للتهرب من دفع الضريبة ويعتمد على تقديم بيانات غير صحيحة بغرض عدم دفع الضريبة، وهذا سلوك يجرمه القانون.

التجنب الضريبي: هو استخدام المكلف لكل ميزة تؤدي إلى الإعفاء من الالتزام الضريبي أو تخفيضها دون أن يعد متهرباً، وقد يتعارض هذا السلوك مع روح القانون ولكنه لا يجرمه.

ختاماً:

تعد الضرائب مورداً اساسياً لكثير من دول العالم وتخدم الدولة في تحقيق أهدافها المختلفة، ومؤازراً لها في خلق التنمية الإقتصادية والإجتماعية وتوفير الاستقرار السياسي التي تسعى الحكومات دوماً لتحقيقه والذي سيلقي بظلاله على الحياة المعيشية ويسهم في رقي الدولة بمختلف مسمياتها؛ يستهدف المتهرب ضريبياً خزينة الدولة التي تعتبر الملجأ الأول عند كثير من الدول لتغطية نفقاتها، فستلاحظ بديهياً بأن التهرب الضريبي يضر بدايةً بالخزينة وينعكس ذلك على أجهزة الدولة، وبالتالي ينعكس سلباً على المواطن الذي سيكون مضطراً لتحمل ما يلزم لتغطية النقص في خزينة الدولة لكي تستطيع الدولة توفير ما يلزم للقيام بالأعمال المرجوة منها.

أ. أمجد العسيري

باحث علمي في مجال الضريبة

شارك هذه المقالة:

تواصل معنا

أهلا وسهلاً بك!